دائمًا ما يحمل لنا الموسم الدرامي الرمضاني مفاجآت غير متوقعة، ومن بينها هذا العام خوض الفنانة دينا الشربيني، صاحبة الـ33 عامًا، بطولتها التليفزيونية المطلقة للمرة الأولى، من خلال مسلسل “مليكة”، والتي تعرضه عدة قنوات منها “الحياة، والنهار، وCBC، وأبو ظبي، وART”، وذلك بعد عدة نجاحات حققتها خلال العامين الماضيين عبر أدوار مساعدة، ولكن يبدو أن ما حققته في تلك الأدوار كان أكثر تميزًا مما تُقدّمه وهي النجمة الأولى.
دينا الشربيني بدأت مشوارها من خلال الإعلام الذي درّسته في جامعة 6 أكتوبر، واشتُهرت بعد تقديمها برنامج “شبابيك” على قناة “دريم” في عام 2006، وبدأت مشوارها الفني عندما تقدّمت للمسابقة الخاصة لاختيار وجوه جديدة للمشاركة في مسلسل “عرض خاص” عام 2010، وفي 2011 شاركت دينا في مسلسل “المواطن إكس”، ومع نفس فريق العمل شاركت في العام التالي في مسلسل “طرف ثالث”، وفي نفس العام اشتركت في مسلسل “روبي”، كما قدّمت واحدًا من أهم أعمالها التي نقلتها للأمام على المستوى الفني، وهو مسلسل “حكايات بنات”، ومنه إلى السينما للمرة الأولى من خلال فيلم “الحفلة” عام 2013، ثم فيلم “سمير أبو النيل”، وفي نفس العام أيضًا شاركت بمسلسلي “تحت الأرض” و”موجة حارة”.
أزمة كبيرة واجهتها دينا عقب ذلك، بعدما أُلقي القبض عليها في نوفمبر 2013 وهي متواجدة في منزل أحد تجار المخدرات بالزمالك، واعترفت أنها اعتادت شراء حاجتها من المواد المخدرة من هذا الشخص، وعليه قضت عامًا في السجن ويُفرج عنها في نوفمبر 2014، واختفت عن الأنظار عامين قبل أن تعود متجاوزةً بنجاح أزمة قضت على عدة فنانين آخرين، لتُقدّم عامها الفني الأهم وهو عام 2016، حيث شاركت خلاله بمسلسلي “جراند أوتيل” و”أفراح القبة”، وفيلمي “هيبتا” و”كدبة كل يوم”، وفي عام 2017 شاركت في جزأين جديدين لعمل شهرتها “حكايات بنات”، وكذلك في مسلسلي “عشم أبليس” و”خلصانة بشياكة”، وفيلمي “هروب اضطراري” و”جواب اعتقال”، قبل أن تُقدّم أولى بطولاتها الدرامية هذا العام.
“مليكة” تدور أحداثه في إطار درامي اجتماعي حول إحدى الفتيات التي تحضر حفل زفاف مع ابنة خالتها، ويحدث انفجار مُدوٍّ تموت على إثره إحداهما فتتقمص الأخرى شخصيتها، وتعيش حياتها في توتر وقلق، وهي القصة التي كتبها أحمد طاهر ياسين، وسيناريو وحوار محمد سليمان عبد المالك، وإخراج شريف إسماعيل، وإشراف أحمد نادر جلال.
المسلسل أجواء بدايته جيدة، ومرّ بحالة درامية مشوقة بإيقاع سريع، ولكن بمرور الأحداث بدا وكأن دينا لم توضع في القالب المناسب لها في أولى بطولاتها المطلقة، ظهرت بأداء مرتبك نمطي وطغت أزياؤها على ردة فعل المشاهدين، الجمهور لم يتجاوب مع المسلسل برغم من القصة نوع جذاب، وبالرغم من أن بطلة العمل حققت عدة نجاحات في أدوار مساعدة، وعلى الرغم أيضًا من وجود أسماء مهمة لممثلين مثل مصطفى فهمي، وعمر السعيد، وأحمد العوضي، وندى بسيوني، وصفاء الطوخي، وغيرهم.
دائمًا ما كان أداء دينا مميزًا ومختلفًا في أعمالها، فمن شخصية “سلمى” المشاغبة المجنونة في “حكايات بنات”، إلى شخصية “شيرين” بكل تعقيداتها النفسية والاجتماعية في “موجة حارة”، وشخصية “عليا عبده” في الحالة الخاصة “أفراح القبة”، و”ورد” عاملة الفندق في “جراند أوتيل”، و”علا” في “هيبتا”، و”كارما” في “خلصانة بشياكة”، وغيرها من الأدوار التي أجادت فيها، ولكن هل دينا الوحيدة من فنانين وفنانات جيلها التي تؤدي بتميز؟ وهل هذا الأداء كان كافيًا لأن تلعب دور بطولة أولى في دراما رمضان هذا العام؟ هل من الطبيعي أن تحصل على ثقة شركة الإنتاج “سينرجي” المملوكة لرجل الأعمال تامر مرسي؟ هل من الطبيعي أن تعرض غالبية القنوات المصرية المسلسل في الوقت الذي لا يُعرض فيه أعمال مميزة لنجوم بحجم محمد هنيدي ويسرا داخل مصر؟ وفي الوقت الذي تخرج فيه مسلسلات هامة من السباق الرمضاني مثل “بركة” و”أهو ده اللي صار” بسبب أنها لا تجد قناة عرض؟ أسئلة عدة ليس لها إجابات، أو يمكن أن ذكر اسم النجم عمرو دياب وحده يحمل إجابة عن كل ذلك، علاقات الهضبة بالمنتج قوية ومعروفة للجميع وكافية لأن تنال “حبيبته” أو “زوجته” بطولتها الأولى، وكافية أيضًا لأن تعرض عدة قنوات مختلفة العمل في حين أن أعمال لنجوم عدة لا تجد شاشة تعرضها، دعم كبير كذلك من الهضبة وُجِه لدينا منذ تصوير العمل، بدايةً من زيارته لها، وكان حاضرًا أيضًا في العمل من خلال ترك بصمته على التتر الذي تُنتجه شركته “ناي” للمرة الأولى التي تتجه فيها لإنتاج أعمال غير ألبوماته. د
ينا الشربيني ممثلة لديها ملكِة أداء خاصة ووجه قادر على التلون ونغمة صوت مميز، وهي حالة خاصة جدًا في القدرة على الأداء المنفرد لمسافات طويلة، وواحدة من أكثر بنات جيلها موهبة عندما تتاح لها الفرصة تقتنصها، إلا أنها لم تقتنص فرصتها الذهبية بأولى بطولاتها هذا العام، ولكن لا خوف على من كان “الهضبة” في ظهره.