” نحنا صرنا المغتربين وهني الأكترية”.. قسوة عرب لبنان تخنق لاجئ سوريا ومصر بلدهم الثاني

في home-slider-right, تقارير وتحقيقات

كتبت_ شيماء الشيمي

منذ تلك اللحظة التي وطأت أقدامهم بلادنا، احتضنهم الشعب المصري ورأى أنه واجب لا محالة أن يحمل الأخ أخوه في محنته، فالعرب أخوة كما عاهدناهم، أو كما تربينا على ذلك،امتلأت شوارعنا بهم فلم نشكو يومًا ضيق الأرض والرزق، بل ُفتحت بيوتنا لهم واستقبلناهم بكل ماأوتينا من قوة، وأبرز دليل على ذلك انك لا تطأ محافظة في مصر إلا ووجدت مطعم يحمل اسم سورياأو فتاه تتعلم في جامعة مصرية.

اذكر تلك الفتاة التي كانت تجلس بجواري في المترو وتصنع اكسسورات “هاند ميد ” وتبيعها فالمترو، فبمجرد أن فتحت فاها لتعلن عن البيع وجدت من الحضور رغبة في الشراء وكأن الرسالة هي “سنقف بجوارك” “لن تشعري بالغربة أو ضيق ذات اليد في بلادنا ” .

و الصغير الذي يجوب مطاعم ومحال وشوارع عباس العقاد ويحمل الحلوى السورية، لم نتوقف عن الشراء منه فحسب، بل نشر أحد المصريين على صفحته يحث المصريين على الذهاب لهناك والشراء منه فهو “يصرف على عائلته” السورية.

ولعل ولا هذا ولا ذاك فأقرب مثال، والدتي ،اذكر جيدا حينما جاءت إلينا سيدة سورية لاجئة بأسرتها وتسكن “إيجار جديد” لم تكن تحمل معاها سوى متاعهاولديها طفلة صغيرة، سارعت والدتي بتقديم الطعام والشراب وسجادة جديدة كانت قد جلبتها حديثا، بل طلبت من اخرين أيضا أن يساعدوها ماديا لضيق ذات اليد، وكانت تأتي لعندنا تسامرنا وتحكي عن بلادها لساعات فتجد من والدتي أما ثانية خلاف والدتها التي كانت تفتقدها في الغربة .

أما الوضع في لبنان الشقيقة فهو مغزي وفاضح لا محالة ، فالنازحون السوريون يشكلون مادة أساسيّة للبرامج الساخرة في لبنان، هذا عدا عن استغلالهم لشدّ العصب اللبناني في المناسبات السياسية وإلقاء اللوم عليهم في موضوع البطالة باعتبار أن “السوري أكل البلد”، وفي موضوع انقطاع الكهرباء والماء كون البنية التحتية في لبنان لا تتحمل هذا العدد من المقيمين على أرضه.

آخر هذه المواد كانت أغنية في برنامج ساخر ظهر على قناة “الجديد” اللبنانية. “يا عين عالسوريين بالأرض اللبنانية نحنا صرنا المغتربين وهني الأكترية”… هكذا تبدّلت كلمات الأغنية الشعبية “عالعين موليتين” في برنامج “قدح وجم” الذي يعرض على شاشة “الجديد”.


الأغنية، التي أدّتها مقدمة البرنامج ليال ضو، أثارت ردود فعل واسعة بين اللبنانيين والسوريين الذين وصفوها بالعنصرية، لا سيّما أنها اعتبرت أن اللبنانيين أصبحوا “مغتربين” في بلدهم وأن السوريين هم الأكثرية، منتقدة بسخرية كثرة الإنجاب عند اللاجئين، إذ تقول بعض كلماتها “فاتوا على الغرفة تنين من شي كم صيفية اسم الله الغرفة فيها اليوم دزينة وشوية”.

العنصرية التي صبغت هذه الأغنية دفعت الممثل الذي يظهر في برنامج “قدح وجم” سعد القادري إلى تقديم استقالته، وعبّر القادري على صفحته على فيسبوك عن رفضه أي تعرّض للاجئين السوريين بأية طريقة تسيء لهم أو تصورهم وكأنهم الشر المطلق.

من جهة ثانية، غالباً ما يشكل موضوع “كثرة إنجاب السوريين في لبنان” تحديداً مادة دسمة للانتقاد ليس فقط في البرامج الكوميدية، بل أيضاً في الصحافة اللبنانية.
الحال نفسه، ينطبق على موضوع التركيز على أن السوري أكل “البيضة والتقشيرة”، وأنه لم يترك عملاً أو مقعداً دراسياً للمواطن اللبناني.
الرد السوري لم يتأخر، إذ انتشر على وسائل التواصل الأجتماعي مقطع فيديو لأغنية يقول مطلعها “يا عين عالنازيين بشاشة لبنانية عم يغنوا مبسوطين بلهجة عنصرية”، بينما ذكّرت الأغنية السورية بوجود “حزب الله” في سوريا و”مساهمته” في تهجير السوريين.

قد لا تعبّر هذه المقاطع أو البرامج عن رأي الأكثرية اللبنانيّة، ولكنها بالتأكيد تؤثّر على صورة لبنان الذي احتل المرتبة الثانية في تصنيف الدول الأكثر عنصرية في العالم عام 2015، وفق موقع “إنسايدر مونكي” الأمريكي الذي جمع استطلاعين للرأي منفصلين، صنّف على أساسهما أكثر 25 دولة عنصرية في العالم.

المواضيع المرتبطة

“هيئة الأرصاد” تحذر من ارتفاع درجات الحرارة ونشاط الرياح بـ هذه المناطق

أعلنت الهيئة العامة لـ الأرصاد الجوية حالة الطقس غدا الأحد 20 أبريل 2025. حالة الطقس غدا وأضاف خبراء هيئة

Read More...

تعليق شوبيرعلى نتيجة مباراة الأهلي وصن داونز

قام الإعلامي أحمد شوبير، بالتعليق على أداء النادي الأهلي، اليوم، أمام فريق صن داونز الجنوب إفريقي، في ذهاب نصف

Read More...

انطلاق فعاليات التدريب الجوي المصري الصيني المشترك «نسور الحضارة 2025»

بدأت فعاليات التدريب الجوي المصري الصيني المشترك «نسور الحضارة-2025» بمشاركة عدد من الطائرات المقاتلة متعددة المهام من مختلف الطرازات

Read More...

قائمة الموبايل