كتبت : رحمة أحمد
تظهر دعوات لإجراء مصالحة مع الإخوان، بين الحين والآخر، ورغم الرفض الشديد من الجهات الشعبية قبل الحكومية، تتكرر الدعوة فى أشكال مختلفة، ومؤخرًا ظهر “كمال الهلباوى” القيادى المنشق عن جماعة الإخوان وعضو المجلس القومى لحقوق الانسان، ودعا إلى ضرورة السعى من أجل مصالحة وطنية شاملة فى مصر.
وبصورة مفاجئة ظهر كمال الهلباوى مجددا على قنوات الجماعة الإرهابية، لعرض مبادرته التى أعلنها خلال الأيام الماضية، ولكن من خلال شاشة قناة “الشرق” التى يرأسها الهارب أيمن نور.
بداية المبادرة
دعا كمال الهلباوى فى نهاية أبريل الماضي، إلى “تشكيل مجلس حكماء يضم شخصيات عربية ودولية مشهود لها بالنزاهة، لقيادة وساطة تاريخية فى مصر، تنهى حالة الصراع القائمة بين الدولة المصرية والإخوان”، بزعم أن هذه دعوة لمصالحة وطنية شاملة لا تستثنى أحدا إلا أهل العنف والإرهاب، وكأن جماعة الإخوان لم ترتكب عنفا أو تصدر فتاوى بالتفجير والتكفير.
وخرج “الهلباوى” إلينا على شاشة قناة “مكملين” التابعة لجماعة الاخوان خلال الأيام الماضية، بعد إعلانه عن مبادرة التصالح، التى لاقت ردود فعل غاضبة فى الأوساط السياسية المصرية، ويبدو ان ظهوره على القناة الاخوانية قد أثار موجة أكبر من الغضب وصلت الى حد المطالبة بخضوعه للمحاكمة فورا وإعادة تشكيل المجلس القومى لحقوق الانسان، والإطاحة بالهلباوى خارجه.
لكن هذا لم يمنعه من الاستمرار فى مبادرته، حيث ظهر الإخوانى السابق والمقيم حاليا فى العاصمة البريطانية لندن، على قناة الشرق الإخوانية التى يرأسها الهارب أيمن نور، وشن هجوما على الدولة المصرية، مادحا قيادات الإخوان ومؤسسها حسن البنا، حتى أنه وصف مؤسس “الإرهابية” بأعظم شخصيات القرن العشرين.
كما كشف “الهلباوى” أن شباب حركة 6 أبريل تواصلوا معه من أجل المبادرة، وأبدوا دعمهم لنصوصها .
وقد شغل الهلباوى منصب المتحدث باسم جماعة الاخوان فى الغرب لما يقرب من ال20 عاما، لكنه اعلن استقالته من الجماعة عبر وسائل الاعلام اعتراضا على اعلان الجماعة الدفع بمرشح لرئاسة الجمهورية عام 2013، وأعلن معارضته لاعتصام انصار الجماعة فى رابعة عقب عزل محمد مرسى، وشغل عضوية بلجنة ال50 لصياغة دستور 2014، واتسمت مشاركته عبر وسائل الاعلام بالهجوم العنيف ضد جماعة الاخوان خلال الـ4 سنوات الماضية قبل أن يدعو للمصالحة معها ويظهر على القنوات التابعة لها.
هجوم الاحزاب والبرلمان
في هذا السدد. شنت الأحزاب المصرية هجوما شرسا على كمال الهلباوى، مع استنكار مبادرة التصالح مع الجماعة الإرهابية، وكأنها لم ترتكب عنفا أو تصدر فتاوى بالتفجير والتكفير.
– أعلن حزب المصريين الأحرار برئاسة د. عصام خليل، رفضه القاطع لكل دعوات المصالحة مع الجماعة الإرهابية وآخرها دعوة الهلباوى، حيث قال خليل فى بيان للحزب، إن المصالحة مع الجماعة الإرهابية أمرًا مرفوض شكلا وموضوعًا وهو لسان حال جموع المواطنين المصريين.
وأضاف، أن المصالحة مرفوضة بقرار شعبى منذ حملة تمرد وصولا وتتويجا بثورة 30 يونيو التى حافظت على هوية مصر من الضياع على أيدى جماعات الشر التى لا تؤمن بالأوطان، مؤكدا أن الدعوة للمصالحة مرفوضة بصورة قاطعة لعدم وجوب مصالحات مع أصحاب أفكار هدامة تسفك الدماء وتفرط فى السيادة، لافتا إلى أن جماعة من أهم مبادئها عدم الاعتراف بالأوطان.
– وأيده فى هذا القرار، المهندس أشرف رشاد رئيس حزب مستقبل وطن، حيث أعلن رفضه للمبادرة، مؤكدا أن القانون المصرى صنفها كجماعة إرهابية وعلينا جميعا أن نحترم الدستور.. وهنا السؤال كيف لنا أن نثق فى التصالح مع جماعة باعت وطنها وقدمت مصلحتها فوق الجميع ومتورطة فى كثير من أعمال العنف والإرهاب، مضيفًا أن الشعب المصرى يرفض التصالح مع جماعة الإخوان الإرهابية رفضا قاطعا، مشيرا إلى أن جنود مصر البواسل من الجيش والشرطة دفعوا أرواحهم ثمنا لاستقرار مصر والحفاظ على أمنها فيما تحالفت جماعة الإخوان مع الشيطان ضد الوطن وضد أمنه.
– وقال محمد فؤاد، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، أن حديث الهلباوى عن التصالح، هو حدث من وحى الخيال وخارج عن السياق الوطنى، وهى مبادرة من شخص يبدو وكأنه متحضر ومثالى وهو ليس كذلك نهائيًا.
مؤكدًا أن كلام كمال الهلباوى عن التعامل مع الجماعة الإرهابية هو بمالا يدع مجالا للشك هو باطل أريد به باطل، فحديثة كله كلام باطل ولا يمكن قبولة أو حتى الحديث عنه، فلا يوجد أحد يملك قرار المصالحة مع هذه الجماعة الارهابية.
– أما نبيل زكى القيادى بحزب التجمع، قال أن حديث الإخوانى المنشق حول لجنة الحكماء التى ينتمى عناصرها لعدة دول عربية مختلفة من أجل إتمام مصالحة بين جماعة الإخوان الإرهابية والدولة المصرية هو أمرا تم حسمه بشدة منذ فترة بكل وضوح وهو الإستحالة المطلقة.
وأضاف أن طرح المبادرة لا يمكن حتى القبول بسماعه، فصفحة جماعة الإخوان الإرهابية اغلقت للأبد ولا يمكن فتحها مرة أخرى مع الشعب المصرى، فهؤلاء خونة وبيننا وبينهم دم شهداء مصر البواسل.
وأكد “زكى”: المصريون لايمكن أن ينسوا ما فعلته الجماعة الإرهابية بخيرة شباب الوطن من أبناء القوات المسلحة والشرطة المدنية، بل تخريب المنشأت وضرب الاستقرار بل لن ننسى الحديث مع الرئيس الفلسطينى عن اخذ قطعة من أرض سيناء الغالية من قبل تلك الجماعة التى خانت الارض والعرض.
– ومن جانبه طالب محمد الغول، وكيل لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، بضرورة اتخاذ قرارات فورية لطرد كمال الهلباوى من مجلس القومى لحقوق الإنسان، لأنه أصبح يسيئ لسمعة المجلس ومصر بتعاونه وتنسيقه مع جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدا أن كمال الهلباوى لم يتجرأ هو وداخل مصر أن يعرض هذه المبادرة، ونسق مع الإخوان ورتب معهم أثناء وجوده فى بريطانيا أحد أهم الدول التى يتواجد بها الجماعة الإرهابية.
– كما علق عماد علي القيادي الإخواني المنشق على مبادرة التصالح، قائلا: أولا المبادرة لم تأت بجديد من حيث المضمون، حيث طُرحت خلال الخمس سنوات الماضية العديد من مثل هذه المبادرات، وفي رأيي أن مثل هذه المبادرات لن تجد قبولا لدى الطرفين؛ فالنظام ليس في حاجة لقبولها فهو ممسك بزمام الأمور في الدولة وليس مضطرا لأن يجلس ليستمع لشروط الإخوان أو من يمثلهم إذ هو قادر على فرض شروطه، وعلى الجانب الآخر الإخوان أيضا يمنعها من قبول مثل هذه المبادرات غياب الرؤية السليمة لديهم للواقع السياسي، كما تحول دون قبولهم أيضا الأيدولوجيا الثقيلة التي يحملونها والتي نتج عنها خطاب مبالغ فيه بشدة ومليء بالمعاني الدينية الغير مناسبة لطبيعة الأزمة والمستمر منذ خمس سنوات؛ حيث صدرت لأتباعها أنه صراع عقيدة وحرب على الدين وهكذا مما يجعل تراجعها مرة واحدة وتنازلها عن تلك المبادئ أمر ربما يؤثر على صورتها أمام اعضائها ومؤيديها، وإن كانوا كثير من هؤلاء الأتباع يتمنون حل الأزمة بأي شكل .
بلاغ للنائب العام
تقدم طارق محمود المحامى، ببلاغ رسمى للنائب العام ضد كمال الهلباوى، الإخوانى المنشق، وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، لدعوته للمصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية بالتنسيق مع التنظيم الدولى فى لندن، بالإضافة إلى ظهوره على قنوات الإخوان بالترتيب معهم فى العاصمة البريطانية لندن.
وقال المحامى بالنقض فى تصريحاته أن كمال الهلباوى عاد إلى أحضان الجماعة الإرهابية مرة أخرى، وهو دائم التواصل معهم وعلى اتصالات مع قياداتهم، بالإضافة إلى أنه التقى بعدد من قيادات الجماعة الإرهابية فى لندن حول هذه المبادرة المشبوهة، بالإضافة إلى أن الهلباوى ينسق مع الجماعة الإرهابية لنشر مخططاتهم ضد مصر والإساءة للدولة المصرية عبر ظهوره على فضائيات الجماعة الإرهابية.
