ديناميكية “عثمان أحمد عثمان” انه رجل تملّك من الطافة والممارسة موفور ربما تنامى عملياً ليضاهي حجم ما يملك من ثروة فربما ثروته الحقيقة تكمن من خيضاته وتجاربه التى أثرته بالخبرة والمعرفة ما مكنه من التطرق لأروقة السياسة والرياضة فضلا عن ميدان الأقتصاد الذى كان تطور طبيعي لنشاطاته ونجاحاته المتتالية، حتى لقى وجه ربه في مثل هذا اليوم عام 1999 (عيد العمال).
فقد ولد “عثمان أحمد عثمان” عام 1917 بمحافظة الاسماعيلية وحصل على بكالوريوس الهندسة عام 1940 فكانت حقبة فتوحاته وثمار انطلاقاته قد بدأت من الستينيات حتى أواخر الثمانينات ..ساهم “عثمان أحمد عثمان “فى الخمسينات فى بناء السد العالي من خلال دخولة بمناقصة لحفر قناة السريس 1958 وفى عام 1961 تم تأميم شركته تأميما نصفياً وكان هو رئيس لمجلس ادارتها وبعام 1964 تأممت شركته تأميما كلياً وتم تغير اسمها من الشركة الهندسية للصناعات والمقاولات الى “المقاولون العرب” (عثمان أحمد عثمان)واحتفظ بمنصبه كرئيس مجلس ادارتها التى اصبحت كيان اقتصادي ضخم ضم نحو 172 ألف عامل منتشرين فى أكثر من 29 دولة خارج مصر.
خاض “عثمان أحمد عثمان” بمجال السياسة ما قلده عدة مناصب بأجهزة الدولة فتعين وزير للتعمير بوزارة عبد العزيز حجازي وعين مرة أخرى ووزير للتعمير والاسكان بوزارة ممدوح سالم 1976.
يذكر أنه صاهر الرئيس السابق أنور السادات فزوّج ابنه محمود الى ابنة الرئيس”جيهان” ..وبطول فترة رئاسة السادات كانت مجلة “فوريس” الأمريكية تورد اسمه ضمن 400 ثري فى العالم وبساحة الرياضة لم تخلو مسيرته من احراز اهداف رياضية شرفية مرموقة فقد ترأس نادى الاسماعيلي عام 1956 وحصل معه على بطولة الدوري67 وافريقيا للأندية ابطال الدوري 70 وجمع من خلال مبارايات دخلا لصالح الانتاج الحربى وبعام 66 كان عضو شرفي بالأهلي تقديرا لمجهوداته وكما الامر مع التحدى الليبى وبعام 67 كان رئيس لمجلس ادارة المقاولون العرب لدورة جديدة.
ثمة “مأثورات” ترددت على لسان “عثمان أحمد عثمان” كانت عصارة وخلاصة فكره الذى تغذى على الايجابية والاصرار والتحدى برغم جميع الصعوبات التى عاقته لكنها لم تنل من عزيمته وارادته الصلبة كـ” لا أحب أبدا المواقف المترددة وأميل للحسم السريع للألأمور دون اغراق فى التمحيص والتدقيق والدراسة” وأيضا” فى الارادة..لا تكتب ولاتقرأ بل مارس”.
فكانت كلمات ذو مضمون قصير طويل الأثر مفعم بالحيوية ..ومما يستحق الذكر أن بنهاية تلك الرحلة المثيرة صدر له كتاب يحمل اسم “تجربتى” وتطرق فيه لحياتة منذ بدأ مقاولا صغير الى ان رأس احدى كبار الشركات ،هذا الى جوار تجربته السابقة المرتبطة بالرئيس السادات فكان بمثابة سيرة ذاتية أحدثت جدلا واسع بوقتها كما يحدث مرور بكل الشخصيات الفعالة بشتى مجالات الحياة فقد رأى منتقديه أنه استغل نفوذه وعلاقاتة فى تقريب أفراد عائلته ومنحهم وظائف كبرى فى الشركة حيث كان حوالي نصف أعضاء مجلس الادارة.
لم تنتهي انجازات “عثمان أحمد عثمان” بتقدم سنه بل ظلت متواليه من خلال تنصيبة بعدة مناصب بحاجة لعقليةفذه وارادة فولاذية للاستفادة من خبراته الحياتيه والعملية فتعين نقيب للمهندسين بعام1979 وعضو مجلس الشعب من 79: 90.
نال “المعلم” كما كان يطلق عليه جوائز وتكريمات تليق بشخصه ..كفاحه ومجهوداته على المسوى العالمي فقد حصل على وسام الصليب الأكبر من حكوكة ألمانيا الغربية تقديرا لمجهوداته ومُنح أيضا الدكتوراه الفخريه فى القانون من جامعة “ريكر” بالولايات المتحدة بجانب الوظائف الشرفية التي حظيت به.
بوفانه عام 1999 فقد العالم العربي كله رجل لم يرحل سوى بجسده فمسيرته المشرفة وانجازاته التي أضافت للمجتمع والوطن بشكل عمل صالح قد لا يزال مردوده وصداه يعود بالخير والنفع للأن.
