يبدو أن الأحداث تتلاحق سريعًا حول إعادة رسم الخريطة السياسية في مصر ، حيث تشهد الحياة الحزبية حالة من التغيير الكامل ، عقب الانتخابات الرئاسية مباشرة ، بما يشير إلي حدوث انفتاح كبير في الحياة السياسية الداخلية
وأول مظاهر هذا التغيير تحويل ائتلاف «دعم مصر» الذي يضم 403 نائبًا من أصل 595 نائبًا داخل البرلمان إلى حزب سياسي ، حيث تم صباح أمس الأحد الإعلان رسميًا ومن داخل البرلمان عن إنشاء حزب “دعم مصر”.
وعلى جانب أخر ، تم عقد اجتماع بين جمعية من أجل مصر وحملة كلنا معاك من أجل مصر وحزب مستقبل وطن انتهى بالاتفاق علي انشاء حزب جديد أيضًًا .
ويعقد اليوم نواب المصريين الأحرار اجتماعًا لاتخاذ قرار لأي حزب يذهبون والأقرب لهم حزب من أجل مصر
فبعد نحو عامين ونصف العام من تدشين ائتلاف “دعم مصر” صاحب الأغلبية البرلمانية في مجلس النواب، بدأت فكرة التحول لحزب سياسي تتردد بقوة بين أعضاء الائتلاف.
واتخذ الائتلاف عدة خطوات تحضيرية من أجل إنشاء حزبه السياسي حيث افتتح الائتلاف مقرات له بمعظم محافظات الجمهورية ، وكان قد أثار افتتاح ائتلاف دعم مصر صاحب الأغلبية البرلمانية في مجلس النواب، عددًا من مقرات الائتلاف بالمحافظات والمدن المختلفة، حالة من الجدل لدى الأوساط السياسية والحزبية وتوقع كل المتابعين نية الائتلاف فى التحول لحزب سياسي حاكم.
وأيضا قام الائتلاف منذ حوالي شهر بعمل وثيقة توزع على المواطنين لأخذ رأي الشارع في الائتلاف ومعرفة المطالب التي يحتاجها الشارع لوضعها فى اعتبار قيادات الائتلاف.
هذا و قد قرر الائتلاف فى أحد اجتماعته سابقا تشكيل لجنة لعمل دراسة لامكانية تحويل الائتلاف لحزب سياسى من الناحية القانونية والسياسية.
وأعلن الائتلاف ضم قائمة حب مصر للمحليات والتي تضم العديد من الشباب حول مستوي الجمهورية، وبدأ الائتلاف في عقد جلسات معهم
وكان الائتلاف قد قام بتغيير القيادة التنفيذية له حيث رحل المستشار محمود فراج المدير التنفيذى للائتلاف وفريق العمل المصاحب له ، وتولت النائبة جهاد عامر منصب أمين عام مساعد للتنظيم بالائتلاف .
وكان قد حسم الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب المصري الجدل حول انشاء ائتلاف الاغلبية “دعم مصر” لحزب سياسي مؤكدا ان الائتلاف يمتلك كل المقومات، جاء ذلك خلال لقائه المهندس محمد السويدي رئيس الائتلاف وعدد كبير من نوابه، أمس الأحد.
وأشاد الدكتور علي عبد العال بدور ائتلاف دعم مصر، وقال إنه منذ تأسيسه على يد الراحل اللواء سامح سيف اليزل يقوم بدور كبير في دعم الدولة المصرية بصفته ائتلاف الأغلبية البرلمانية، مضيفا: “ائتلاف دعم مصر يمتلك كل المقومات ليكون حزبا قويا”، مؤكدا أنه لا يمكن للحياة السياسية أن تستقيم إلا بوجود حزب أغلبية.
ويبقى التساؤل ما هو مصير الأحزاب الستة داخل ائتلاف دعم مصر حيث يضم الائتلاف أحزاب ” مستقبل وطن – حماة الوطن – الشعب الجمهورى – المؤتمر – مصر الحديثة – الحرية ”
كان قد صرح المهندس حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهورى، إن الحزب يرحب دائما بوجود أحزاب جادة تسهم فى ترسيخ الحياة السياسية، مشيرا إلى أنه يرحب بأن يكون لائتلاف دعم مصر حزب سياسى لكن “الشعب الجمهورى” سيحتفظ بهويته وشخصيته الاعتبارية التى تأسس عليها.
وعن موقف الحزب من مساعى تحول ائتلاف دعم مصر لحزب سياسى، أوضح “عمر” أن حزب الشعب الجمهورى يحتفظ بهويته وشخصيته التى تم بنائها من جانب أعضائه وأهدافه التى تأسس عليها، كما أن الحزب يسعد ويتعاون مع جيمع الأحزاب الجادة لكنه لن يندمج فى أحزاب أو ينصهر فى أى حزب.
وقال الربان عمر المختار صميدة، رئيس حزب المؤتمر، وعضو هيئة مكتب ائتلاف “دعم مصر” البرلماني عن إمكانية إندماج “المؤتمر” في “دعم مصر”، أكد “صميدة” أنه ليس من السهل على أي حزب أن يتخلى عن اسمه أو نوابه بالإنضمام إلى حزب أخر، مشيراً إلى أن “المؤتمر” قائماً بقياداته ونوابه.
وأضاف أن الحزب مع الائتلاف تحت قبة البرلمان فقط، وموضوع أن يتخلى “المؤتمر” عن اسمه ويندمج مع “دعم مصر” حال تحوله لحزب، أمر يحتاج إلي دراسة عميقة، متابعاً: “لا نستطيع أن نرمي 7 سنين هي عمر هذا الحزب مرة واحدة”.
وقال محمد الغباشي، مساعد رئيس حزب “حماة الوطن”، إن الحزب أحد مكونات ائتلاف “دعم مصر” تحت قبة البرلمان، وفي حال تحول الائتلاف لحزب فلن نندمج معه.
وتابع أن حزب حماة الوطن مستمر، وله قواعده في الشارع، وأنشط الأحزاب الموجودة على الساحة، ونرحب بكل القوى السياسية والأحزاب للاندماج تحت مظلة “حماة الوطن”، بشرط أن يكون الحزب الذي يريد الاندماج متوافق معنا في التوجه السياسي المخلص لمصر، وفي الرؤية والأفكار والمبادي والتوجه والسياسة العام للدولة
وأكد أشرف رشاد، رئيس حزب مستقبل وطنعن إمكانية إندماج “مستقبل وطن” داخل “دعم مصر”، قال “رشاد” إن “مستقبل وطن” له قوام ثابت وشكل ثابت وولد كي يبقى، وهناك تغييرات هيكلية داخل الحزب خلال الفترة المقبلة لإعادة تقييم الأمانات واللجان المختلفة.
وأضاف أنه من الأفضل أن يظل “دعم مصر” كائتلاف برلماني، ولا يتحول لحزب، حتى لا يحدث شقاً في صفوف الأحزاب داخله.
وقال عاطف ناصر، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، إن الحزب كيان كبير ويرفض الاندماج مع أحزاب أخرى، ونحن موجودون في ائتلاف دعم مصر تحت القبة فقط ولا نسعى ولا نرغب أن يكون خارج البرلمان، لكننا نرحب بمن يريد الاندماج لنا من أحزاب أخرى ولكل حادث حديث ولا نريد أن نستبق الأحداث.
وأضاف ناصر «الحديث هذا لا يشغلنا، فنحن أكبر حزب موجود في الساحة ولا أحد ينافسنا، وأية محاولة لإنشاء حزب سيكون حزب مبتدئ لأن القواعد الحزبية لنا كمستقبل وطن قوية، وعدد الأعضاء يتجاوز نصف المليون»، متابعًا: «الأكثرية في البرلمان واستغلال ذلك لإنشاء حزب ودمج الأحزاب له يتصادم قانونيا مع تغيير الصفة الانتخابية طبقًا للمادة 110 من الدستور».
وعلى الجانب الأخر ، كانت قد أعلنت مصادر من داخل جمعية “من أجل مصر” والحملة الرسمية لرئيس الجمهورية “كلنا معاك من أجل مصر” خلال الانتخابات الرئاسية 2018، أنها بصدد الإعلان عن تأسيس حزب سياسي جديد تحت مسمى “من أجل مصر”.
وأضافت المصادر، أن خطوة تأسيس الحزب جاءت عقب النجاح الكبير للحملة خلال الانتخابات، وقدرة كوادرها على إدارة كافة الأمور التنظيمية واللوجستية وتفاعلهم مع المواطنين مما كان له انعكاسات إيجابية على نتائج الانتخابات، مُؤكدة أنه في تلك الآونة يعقد العديد من الاجتماعات بكافة محافظات الجمهورية ومع بعض الشخصيات السياسية المُرشحة للانضمام للحزب الجديد بالإضافة إلى بعض الأحزاب المقرر اندماجها مع الكيان الجديد.
وأكدت المصادر، أن الجمعية مُستمرة في تقديم خدماتها الاجتماعية.
