من تابع للإخوان إلى تمويل قطرى تركي.. ثم خاضع للاتفاق الروسي.. من هو “فيلق الرحمن” المعارض؟

في Uncategorized

تتراوح الأرقام حول عدد الفصائل السورية المسلحة ما بين 100 ومن يقول إنهم 1000 فصيل، وبعيدًا عن هذه التقديرات غير الموثقة، إلَّا أن هناك فصيل يعتبر من أبرز فصائل المعارضة السورية التي شنّت هجوماً ضد قوات النظام السورى، ورغم أنه بدأ كـكيان ثوري عسكري تأسس بعد الثورة السورية التى نشبت عام 2011، بهدف إسقاط نظام الأسد ورفع الظلم، وإقامة دولة الحق والعدل على الأرض السورية، إلا أنها شعارات واهية، حيث تحول من كيان ثورى إلى جماعة إرهابية مدعومة من النظام القطرى، وتابعة لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في سوريا وهو “فيلق الرحمن”.

البداية

فيلق الرحمن” هو أحد الفصائل الموقعة على وقف إطلاق النار بدءاً من 30 ديسمبر برعاية موسكو، ومن أبرز حلفاء دمشق وأنقرة الداعمة للمعارضة، وقد تأسس “فيلق الرحمن” مطلع 2013 بعد اندماج مجموعات عدة، وتعد منطقة الغوطة الشرقية هي مقر التنظيم، ويقوده النقيب المنشق عن النظام عبدالناصر الشمير.

يضم التنظيم الإسلامي نحو تسعة آلاف مقاتل، بينهم عناصر قطرية وتركية ويعد ثاني أكبر الفصائل في الغوطة الشرقية لدمشق، إذ يسيطر على مدن بأكملها بينها زملكا وعين ترما وجسرين وكفربطنا وسقبا. كما يتمتع بنفوذ في أحياء عدة في شرق دمشق، أبرزها جوبر، الذي انطلق منه الهجوم الأعنف منذ عامين على دمشق.

تدريب تركى وتمويل قطرى

يزعم الفيلق أن تمويله قائم على الدعم الشعبي، إلا أن من الطبيعي ألَّا يكون تنظيم كهذا تمويله ذاتى كما يَّدعي قائده، فهذا التنظيم الإرهابي مدعوم من عدة جهات، أولها النظام القطري الفاسد، حيث اعتمد النظام القطري على تنظيم فيلق الرحمن الإرهابي لتنفيذ مخططاته الشيطانية، والذي يعد الذراع المسلحة لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية فى سوريا.

وكانت قد كشفت المعارضة القطرية عن فضيحة جديدة للنظام القطرى وأجهزته، حيث استقدم نظام تميم بن حمد عشرات العناصر المنتمية إلى فصيل تميم فى سوريا “فيلق الرحمن” إلى قطر، كما تم تمويله ماليًا لتصعيد الحرب فى الأراضي السورية.

وخلال عام 2013.. كلفت قطر “فيلق الرحمن” بتنفيذ هجمات على دمشق والإستيلاء على قرى فى الغوطة الشرقية بعد تشريد المدنيين من القرى وإبادة المعارضين له، ومقابل ملايين من الدولارت دفعتها قطر للتنظيم الإرهابي، أفرج فيلق الرحمن عن رهائن إيرانيين محتجزين لديه، وذلك للاستعانة بالتمويل القطرى فى التجهيز للعمليات الإرهابية.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث أن بعض عناصر “الرحمن” سيخضعون لتدريبات جديدة من الخبراء الأتراك فى الدوحة، تمهيدا للإنتقال إلى دول نزاع أخرى، وقد تكون الصومال هى إحدى الدول المستهدفة، وسيستعمل هؤلاء لاستهداف الأقاليم والمجموعات المعارضة لنفوذ النظامين التركى والقطرى.

 

دور الإخوان فى الصراع السورى

إن الصراع الراهن فى الأراضي السورية ليس نتاج تدخل الدول الأجنبية فقط، ولكن اختلاف الداعمين للفصائل المتصارعة شارك وبشكل كبير فى تدهور واشتعال الصراع السورى.

ومن أخطر الداعمين الموجه لهم أصابع الاتهام هم تنظيم “الإخوان المسلمين” الذي تسبب بالصراعات الداخلية، التي نشبت بين تنظيمات الغوطة الشرقية، وخاصة بين “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”، ما أدى لوقوع خسائر بشرية كبيرة، ولسيطرة الجيش على مناطق هامة مستغلاً صراع المسلحين الداخلي.

ويبدو أن سبب الصراع هو أن جماعة الإخوان الداعمة لفيلق الرحمن، والذى بدأ عندما دخل فصيل “الاتحاد الاسلامي لاجناد الشام” (مدعوم من اخوان دمشق، جماعة عماد الدين رشيد والشيخ أسامة الرفاعي) في صراع منذ سنوات مع جيش الاسلام(سلفية علمية).

حينذاك بدأ فلول “أجناد الشام” التابعين للإخوان فى تحريض قيادة فيلق الرحمن ضد جيش الاسلام، وبدأت الأموال تتدفق من الاخوان الى فيلق الرحمن بشرط تأسيس جبهة ضد جيش الاسلام وانهاء وجوده في الغوطة، وتم تقديم تمويل بقيمة ٣٥٠ الف دولار إلى الفيلق.

كما حرضت جبهة النصرة في الغوطة، ودعمت فيلق الرحمن لإضعاف قوة جيش الاسلام لكي تبقى “النصرة” محافظة على تواجدها، حيث أن جيش الاسلام دائم التهديد باستئصالها من الغوطة بشكل كامل، ولكن يبقي دور النصرة ثانوي،فى حين يعتبر المحفز الأساسي والأقوى والاهم على الفتنة في الغوطة هم الاخوان.

 

خلافات “فيلق الرحمن” والفصائل الأخرى

إن قيام الثورة السورية كان عاملًا أساسيا فى ظهور الفصائل المسلحة في سوريا، والتى كانت تتقاتل فيما بينها لإثبات من الأقوى والأحق بالقيادة، ولكن يعتبر الخلاف الأبرز والأخطر، هو ما بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن بإعتبارهما الفصيلين الأقوى والأخطر.

خلافات جيش الإسلام وفيلق الرحمن ليست بجديدة، بل إنها تتطور وتكبر مع مرور الأشهر، حيث أن جيش الإسلام يطمح في أن يكون القوة الوحيدة العاملة في الغوطة الشرقية، بينما يتألف الفيلق من كتائب وتشكيلات عسكرية أغلب المقاتلين المنضوين فيها هم من شبان الغوطة الشرقية والمدن والبلدات القريبة منها، وهي ميزة سمحت للفيلق بالتواجد على عدد كبير من جبهات القتال المختلفة.

وقد تكون الخلافات في أصلها تعود إلى الانتماء الفكري المتباين لكلا الفصيلين، حيث تقف وراء فيلق الرحمن جهات تنتمي للإخوان المسلمين مع بعض مشايخ الصوفية، أما جيش الإسلام فيمثل السلفية المعتدلة، وللطرفين ارتباطات خارجية كما هو معلوم.

 

الاتفاق الروسي التركي الإيرانى

بدأت المفاوضات بين “فيلق الرحمن” التابع لـ”جماعة الإخوان المسلمين” في سوريا والجانب الروسي حول إدخال الغوطة الشرقية ضمن اتفاقات خفض التصعيد في صيف عام 2017، لكن تلك المفاوضات توقفت عندما حصل انفجار النفق في حرستا وبدأ هجوم المسلحين على مباني إدارة المركبات هناك وهذا ما أثار غضب الروسي الذي إتهم “فيلق الرحمن” بحفر النفق.

ولكن وجهت قيادة “الفيلق” أصابع الاتهام إلى “لواء فجر الأمة”، فيما جاء رد الجانب الروسي أن “الرحمن” غير جديرين بالثقة لحفر النفق وتفجيره تقع على عاتقهم، وبهذا توقفت المفاوضات.

وطوال هذه الفترة لم يتوقف القتال بين الفصائل السورية وبعضها، وبينهم وبين الجيش السورى، بل وأيضا قتالهم ضد القوات الأجنبية، ولكن بدأت الهدنة مع عودة المفاوضات من جديد مع الجانب الروسي فى مارس الماضي، عندما أعلن “فيلق الرحمن” عن التوصل لاتفاق مع الجانب الروسي يقضي بوقف إطلاق النار وخروج المقاتلين إلى الشمال السوري.

وبالفعل بدأت عمليات إجلاء الآلاف من مقاتلي فيلق الرحمن وعوائلهم ومدنيين في 25 مارس الماضي، من جنوب الغوطة الشرقية للتوجه إلى شمال غربي سوريا في محافظة إدلب، وبضمان روسي بعدم تعرض المنسحبين من الغوطة للتفتيش من قبل القوات الحكومية.

بينما ظلت المفاوضات مع فصيل “جيش الإسلام” المعارض مستمرة لخروج مقاتليه من مدينة دوما، والوصول إلى اتفاق يقضي بحل جيش الإسلام وتسليم الأسلحة الثقيلة وعودة مؤسسات الدولة إلى العمل في المدينة من جديد، إلا أن جيش الإسلام أعلن إن المفاوضات الجارية مع روسيا هي من أجل البقاء في دوما وليس من أجل الخروج منه.

وبعد تلك الموافضات وغيرها، تكدس مئات الآلاف من النازحين في محافظة إدلب، شمال غرب سوريا، حيث تم ترحيل مقاتلي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وحركة أحرار الشام وتنظيم فيلق الرحمن وفصائل أخرى تحظى بدعم أنقرة، بينما ينتشر الملايين من اللاجئين السنّة في دول مجاورة، كلبنان والأردن ومصر، لكن العدد الأكبر منهم مازال في تركيا، التي تخطط لإعادتهم مرة أخرى إلى سوريا، لكن في المناطق التي تقع تحت سيطرة تنظيمات تحظى بدعم تركي.

ورغم أن الاتفاق الروسي التركى الإيرانى يبدو فى ظاهره حل الصراع الفصائلي فى سوريا، وعودة الاستقرار وتوفير حياة مدنية آمنة، إلا أن فى باطنه عكس ما يبدو حيث تطمح كل دولة على حدى فى تنفيذ مخطط آخر يصب فى مصلحتها وحدها..

فالرئيس التركي مثلا يحاول إتمام عملية “إعادة تأهيل السُّنة” والسيطرة على مربع كامل يمتد من عفرين إلى إدلب، حيث يحاول خلق مجتمع سني جديد من اللاجئين.

وعلى عكس ما يفكر فيه أردوغان، يطمح نظيره الإيراني حسن روحاني إلى تأكيد انتصار الجيش السوري والميليشيات الشيعية المساندة له، من أجل الانتقال إلى المرحلة المقابلة في الرؤية الإيرانية، التي تقوم على عملية إحلال وتبديل ديمغرافية في محيط دمشق، والتى ستساعد إيران كثيرا في تعزيز نفوذها في سوريا، وجني الثمار في المناطق المحررة من فصائل المعارضة، حيث أن السلطة الإيرانية استثمرت المليارات من الدولارات في دعم الرئيس السوري بشار الأسد ليس ليتركوه لاحقا خلفهم ويرحلوا، ولكن للبقاء أطول فترة ممكنة في سوريا.

وبين هذا وذاك.. قد تبدو روسيا أنها تتخذ دور المشاهد الصامت من بعيد، لكنها فى الحقيقة منشغلة أكثر من أي وقت مضى بتحركات عسكرية أميركية على الأرض السورية حول مصادر الطاقة في شرق سوريا وقرب الحدود مع العراق، كما أنها تدعم خطط واشنطن لحصار النفوذ الإيراني، وهو نفوذ ترى موسكو أنه كفيل بضمان عدم استقرار سوريا لعقود.

 

ورغم كل ما يحدث في سوريا من إراقة دماء الأبرياء، والهجمات والضربات الجوية الغربية والتى يتصدى لها الجيش السورى، إلا أن الفيلق دائمًا ما يعلن أنه لا يسعى إلى التدخل في الشؤون السياسية والمدنية، بل يسعى لقيام الدولة التي يرتئيها الشعب السوري، حيث أن مهمته الأساسية ترتكز على حماية المدنيين ومنع قوات الأسد من التقدم باتجاه مدن وبلدات الغوطة الشرقية..!

المواضيع المرتبطة

نقيب الفلاحين: انتاجنا من التفاح لا يكفي احتياجتنا ولا يتناسب مع ذوق كل المستهلكين

قال حسين أبو صدام نقيب عام الفلاحين إن التفاح البلدي لا يكفي احتياجتنا ولا يتناسب مع ذوق كل المستهلكين

أكمل القراءة …
وزير التموين

وزير التموين: وصول نسب توريد القمح في مواقع الاستلام إلى 2 مليون و 400 ألف طن

أكد الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية ، ان نسب توريد القمح ارتفعت بمواقع الاستلام سواء بالصوامع او

أكمل القراءة …

الصحة: إغلاق “عيادة للتجميل” مخالفة يعمل بها منتحل صفة طبيب بمدينة نصر

أعلنت وزارة الصحة والسكان، اليوم الاحد، اغلاق عيادة خاصة “جلدية وليزر” شهيرة تعمل بدون ترخيص ويديرها منتحل صفة طبيب

أكمل القراءة …

قائمة الموبايل