فنانون كُثر تركوا لنا كلمات وداع، بـ”تويتة” أو لقاء تليفزيوني أو ربما كلمة حملت معانٍ كثيرة، وهناك عددا من الفنانين قاموا بترك عدة رسائل “مؤثرة” قبل رحيلهم..
من أبرز الرسائل الأخيرة والمؤثرة..
جسد ريم كقميص رثّ
“لا تخافوا، هذا الجسد كقميص رثّ، لا يدوم.. حين أخلعه.. سأهرب خلسة من بين الورد المسجّى في الصندوق.. وأترك الجنازة “وخراريف العزاء” عن الطبخ وأوجاع المفاصل والزكام.. مراقبة الأخريات الداخلات.. والروائح المحتقنة.. وسأجري كغزالة إلى بيتي.. سأطهو وجبة عشاء طيبة.. سأرتب البيت وأشعل الشموع.. وانتظر عودتكم في الشرفة كالعادة.. أجلس مع فنجان الميرمية.. أرقب مرج ابن عامر.. وأقول.. هذه الحياة جميلة.. والموت كالتاريخ”.
كانت هذه آخر رسالة وجهتها الفنانة والمناضلة الفلسطينية، ريم البنا لأولادها قبل رحليها، لعلها تختصر فلسفتها للحياة والموت، وتعبر عن صمودها لسنوات مضت أمام المرض.
رسالة عمرو
قبل وفاة عمرو سمير كتب رسالة على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك” ذكر فيها والدته بكل كلمات الحب والحنان ثم ذكرأصدقاؤه من داخل الوسط الفني أو خارجه مواقفه الحسنة وطلب منهم أن يدعون له بالرحمة والمغفرة مما كان لها أثر كبير عليهم.
ونصت رسالة عمرو على : “بفرح جدًا لما حد يقولي إني متربي وعندي أخلاق لأنك إنتي يا حبيبتي السبب في دا.. حبك وحنانك وتفهمك وعقلك وقلبك اللي أد الدنيا هما السبب في دا.. يا رب أكون إدتيك ولو جزء صغير من اللي اديتيهولي يا كل الدنيا”.
وداع نور
رسالة الفنان الراحل نور الشريف قبل وفاته كانت لجمهوره عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وقال فيها: “في العام الماضي رحل عدد كبير من الوسط الفني، أذكر منهم سعيد صالح وفايزة كمال وخالد صالح، وعفوا لو سقط من ذاكرتي اسم، ومثل كل الناس شعرت بحالة من الحزن، لأن هناك عِشرة ومواقف طيبة كانت تجمعني بأصدقائي في الوسط، لكن ما يزعجني هو تركيز الإعلام على الشائعات، وخاصة الشائعات المتعلقة بالوفاة.. وقد عانت عائلتي كثيرا من كثرة الشائعات حول وفاتي.. ولا أعرف من يجرؤ على كتابة أو نشر خبر حول وفاة شخص، وهو ما زال على قيد الحياة”.
وأضاف “الشريف” في رسالته الأخيرة: “دائما أقول إن الإنسان يتعلم من كل التجارب الحياتية التي يمر بها، ولذا أعتبر تجربة المرض معلمًا كبيرًا، لأنني تعلمت من خلالها الصبر، وتغيرت نظرتي لأشياء كثيرة، ولكنها في الوقت نفسه أكدت لي أن الإنسان عندما يخلص لفنه ويجتهد في عمله يحجز لنفسه مكانا ثابتا في قلوب الملايين من الناس.. سعدت باهتمام الناس بي وسعدت أكثر بإلحاح البسطاء من أجل الاطمئنان على حالتي الصحية.. حالتي الصحية في تحسن ولكني أعاني من صعوبة في الحركة بسبب ألم في ساقي بإذن الله سوف يزول بعد إجراء الجراحة.. تعودت دائمًا النظر إلى الأشياء المضيئة في حياتي، وكلما كانت محنة المرض تشتدّ كنت أشعر بسعادة، كلما رأيت سارة ومي وأحسست باهتمام الناس بي”.
داليا التوني
كتبت الراحلة داليا التوني على صفحتها الشخصية عبر موقع التواصل الإجتماعي جملة صغيرة قبل وفاتها وطلبها الدعاء قائلة “ادعولي ادعولي.. داخلة شغل جديد” عبارة قصيرة ومعها كتبت نهاية أحلامها، حيث توفت بعدها .
“غول”عبد العزيز
خلال حسابه “الموثق” عبر موقع التدوينات القصير “تويتر”، أعلن الفنان الراحل محمود عبد العزيز أن مسلسل “رأس الغول” سيكون آخر عمل له، مما أثار الكثير من الجدل وقتها، واعتقد الكثيرون أنه ينوي الاعتزال ولكنه نفى ذلك، لتكون رسالة خفية تركها “الساحر” ويتنبأ فيها بقرب وفاته.
المليجي.. “الحياة غريبة”
توفي النجم المصري، محمود المليجي في السادس من يونيو 1983، أثناء تصوير فيلم “أيوب”، قبل ذلك وخلال وقت راحته طلب كوبا من القهوة، ثم قال آخر عبارة له: “يا أخي الحياة دي غريبة جداً، الواحد ينام ويصحى، وينام ويصحى، وينام ويشخر”، سمع تلك الكلمات صديقه، عمر الشريف، فرد عليه بقوله: “إيه يا محمود، خلاص؟”.
محمد فوزي.. “لا أخاف الموت”
هاجم مرض السرطان الفنان محمد فوزي، ولم يدرك وقتها أحد أنه تركز في عظامه، ليرحل في 20 أكتوبر 1966، ووزنه لايزيد عن 37 كيلو بسبب مرضه، تاركا رسالة نذكر بعض ما جاء فيها: “الموت علينا حق.. إذا لم نمت اليوم سنموت غداً، وأحمد الله أنني مؤمن بربي، فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من هذه الآلام التي أعانيها”.
وتابع “تحياتي إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السماء من أجلي.. تحياتي لكل طفل أسعدته ألحاني.. تحياتي لبلدي.. أخيراً تحياتي لأولادي وأسرتي، لا أريد أن أُدفن اليوم.. أريد أن تكون جنازتي غداً”.
خالد صالح.. “ماتنفلتوش في الحرية”
قال خالد صالح في آخر حوار تلفزيوني موجه رسالته للشباب المصري بقوله: “اللي جاي مرهون بقدرتكم على التغيير، ولازم نبذل جهد، إحنا بنعيش لحظة فارقة، وياريت تاخدوا الخبرة المحمودة من الكبار، وما تنفلتوش في الحرية، وأنا باعيب عليكم إنكم ماخدتوش شوية حكمة، ومفيش بلد هتمشي من غير حكمائها”.
صباح.. “غنوا وارقصوا”
ربما كانت جنازة الفنانة صباح وداعا مختلفا لما صاحبها من موسيقى ومراسم بهجة، بناءً على وصيتها بحسب كلود عقل ابنة شقيقتها، وكانت آخر كلمات صباح التي نقلتها كلود: “الفنانة تودعكم وتقول لكم، لا تبكوا ولا تزعلوا عليّ وهذه وصيتي لكم، شغّلوا أغاني دبكة، وارقصوا، أريد أن يكون يوم موتي يوم فرح وليس يوم حزن، لا بد أن تكونوا دائماً فرحين بوجودي وبرحيلي مثلما كنت دائماً، وتذكروها كثيراً وأحبوها دائماً”.
