أضحكت بخف دمها الملايين وكان لطيبة قلبها وابتسامتها التي لا تفارقها مكانة خاصة في قلوب المصريين، الذين شعروا بأنها تشبههم كثيرا فحينما مثلت دور المراة المصرية ابدعت فيه ببراعة واحترافية رأت فيه كل زوجة وأم وابنه نفسها،فمن منا لم ينشأ على يوميات ونيس ويرى في سعاد نصر أمه او اخته أو زوجنة.
طبيب تخدير وراءوفاة سعاد:
خضعت الفنانة سعاد نصر التي رحلت عن عالمنا منذ عشرة احد عشر عاما لعملية شفط دهون في أحد مستشفيات القاهرة، ودخلت في غيبوبة بعد إعطاءها جرعة مخدر تمهيدًا لإجراء عملية لشفط الدهون، ونتج عنها حالة غيبوبة كاملة استمرت مدة عام كامل، ثم توفيت في 5 يناير 2007 وقد صاحب محنة مرضها العديد من الاتهامات من جانب الصحافة لطبيب التخدير المسؤول عن العملية ولكن في النهاية تمت تبرئة ساحة طبيب التخدير.
وتم تشييع جثمان الراحلة من مسجد السيدة نفيسة عن عمر يناهز الخامسة والخمسين وسط حضور حاشد من زملائها الفنانين.
وصية “سعاد نصر” :
قال زوجها المهندس محمد عبد المنعم، عندما شعرت الفنانة سعاد نصر بنهاية أجلها أثناء غيبوبتها، قائلاً: “فاقت لمدة 5 دقائق ثم تحدثت معي عن وصيتها الأخيرة، وطلبت مني أن أسارع في دفنها وأن يبقى أهلها لمدة ساعة كاملة أمام قبرها للدعاء لها بالرحمة، ثم ردت «اللهم توفني مع الأبرار»، ودخلت في غيبوبتها الأخيرة مرة أخرى حتى توفيت”.
حياتها الأسرية :
تزوجت في حياتها مرتين، الأولى كانت من الفنان أحمد عبد الوارث، وأنجبت منه بنت وولد هما طارق وفيروز، إلا أن هذه الزيجة انتهت بعدما أدرك الطرفان أنهما مختلفا الطباع، والثانية كانت من مهندس البترول محمد عبد المنعم الذي أكملت معه حياتها .
حياتها الفنية:
قدّمت «سعاد» أشهر ثنائي مع النجم محمد صحبي، حيث أبدعا معًا في عدة أدوار سينمائية ومسرحية أهمها مسرحية «الهمجي»، عام 1985، وكذلك اثنين من أنجح المسلسلات التليفزيونية الكوميدية، وهما «رحلة المليون»، و«يوميات ونيس» بأجزائه الخمسة، التي أحبها كل أفراد الأسر المصرية صغارًا وكبارًا.
و حقق دورها في سلسلة مسلسلات «يوميات ونيس» نجاحا جماهيريا منقطع النظير، حتى إنها ذكرت في بعض المقابلات الصحفية أن المعجبين ينادون عليها بـ«ماما مايسة»، وارتبط فريق العمل بها لتكون والدتهم الحقيقية، لدرجة أنه بعد وفاتها رفض صبحي الاستعانة ببديل، وغيّر أحداث المسلسل على أن زوجته توفيت.
ماذا قال أبناء ونيس عن “ماما مايسة”
عبر فنانو أبناء عائلة ونيس عن حزنهم الشديد لفقدان سعاد نصر بهذه الكلمات فتحدث سامح الشجيع “عز الدين”، وفادى خفاجة “شرف الدين” وهدى هانى “جهاد”، وريم أحمد “هدى”، عن الراحلة سعاد نصر فى فقرة مميزة ببرنامج “ست الحسن” على قناة on E .
وأعرب سامح الشجيع الابن الأكبر فى لقاء ببرنامج “ست الحسن”، اليوم الخميس، عن افتقاده للفنانة الراحلة خاصة وأنه كان يجمعه بها علاقة شخصية قوية للغاية، قائلا “دائما كنت بقول لها يا ماما وعمرى ما قالتها يا طنطا سعاد سواء فى البلاتوه أو بره”.
وتابع: “كانت بتجمعنا علاقة شخصية قوية جدا ومن الصعب انك تفقد أمك اللى قعدت معاك فترة طويلة تقارب العشرين سنة”.
فيما تحدثت الفنانة هدى هانى، بنبرة يسكُنها البكاء عن سعاد نصر لـ”on E”، قائلة “أنا أعرفها من قبل أبناء يوميات ونيس، وأعرفها من المسرح، وكانت كثيرا ما تزورنا فى البيت، ولما تزوجت جت لى مخصوص البيت وجابت لى هدية وزرع، وحزنت كثيرا حينما ماتت هذه الزرعة”، مؤكدة افتقادها إنسان عزيز عليها وصعب تعوضيه.
فيما أكد فادى خفاجه، أن مجرد تذكر سعاد نصر يعطى إحساسا طبيعيا بالبكاء، مضيفا “هى وقفت جنبنا وكانت دائما تصالحنا على الأستاذ صبحى حينما يزعل، وتعمل لنا أكل وتلمنا فى أوضتها ونأكل من ايدها وحاجات كثيرة نتذكر لها بالخير”.
ماذا قال زوجها الأول والثاني وشقيقهاعقب وفاتها؟
قال الفنان أحمد عبد الوارث زوج سعاد نصر الأول،كانت سعاد أماً مثالية لابني طارق وفيروز، وصديقة وزميلة لي واعتقد أنني فقدت برحيلها إنسانة غالية رغم وقوع الانفصال بيننا منذ سنوات.
واضاف كنت اداوم على زيارتها حتى فترة قريبة أنا وزملائ الفنانون، إلا ان زوجها كان يقابل الفنانين بطريقة غير لائقة فأحجموا عن زيارتها. وعلق عبد الوارث على الدعوى القضائية التي أقامها زوجها للحجر عليها بقوله: الحجر لا يكون إلا على إنسان فاقد لعقله، وهذا لا ينطبق على سعاد التي كان كل شيء خاص بها في علم الله، ولهذا كان تفكير زوجها خاطئا.
وعما اذا كان سيتخذ إجراءات قانونية تجاه الخطأ الطبي الذي أودى بحياة سعاد نصر، قال «إنه لا يفكر في أي شيء فى الوقت الحالي كما رفض الخوض بالحديث في دعوى الحجر التي أقامها ضدها». أما محسن شقيق الفنانة الراحلة والذي ظل ملازما لها مع زوجته سارة طوال فترة علاجها، قال في أسى واضح إن الأعمار بيد الله، إلا ان ما عانت منه سعاد كان بسبب أخطاء طبية أدخلت شقيقته في غيبوبة أودت بحياتها. وأضاف : تم منع الزيارات في الفترة الأخيرة، لأن حالة سعاد الصحية لم تكن تسمح بذلك، وكنت وشقيقتي وزوجتى ملازمين لها بصورة دائمة، ولا أملك إلا ان أقول حسبي الله ونعم الوكيل.
الأطباء الذين أشرفوا على علاج سعاد نصر في الفترة الاخيرة، رفضوا الكلام بعد وفاتها مكتفين بالتأكيد على ما ذكره الدكتور سمير الملا. والدة سعاد نصر التي رافقت جثمان ابنتها حتى مثواه الأخير، رفضت الكلام وكذلك شقيقتها وابناها.
