كشف الدكتور هشام سلام، مدير مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، مساء الإثنين، عن عثوره وفريق طبي من 5 باحثين، على هيكل ديناصور أطلق عليه اسم “منصوراسورس” ينتمي لسلالة إفريقية قديمة جدا من العصر الطباشيري منذ ما يقرب من 75 مليون سنة، في الواحات الداخلة.
وأضاف سلام يتميز اكتشافنا ويتفرد لأنه الاكتشاف الوحيد لديناصورات في إفريقيا، بجانب أنه كشف عن وجود وسيلة للانتقال البري بين أوروبا وإفريقيا لأن الديناصورات لا تعوم، والأهم أن الفريق العلمي من الباحثين المشاركين في الكشف جميعهم فتيات للمرة الأولى وقائد الفريق مصريًا وليس أجنبيا كما هو معتاد.
يروي سلام قصته مع اكتشاف هيكل الديناصور، والتي نشرت الإثنين في مجلس نيتشر العلمية العالمية “بدأت قصة اكتشاف “منصوراسورس” في ديسمبر 2013 أثناء إلقاء ندوة عن علم الحفريات الفقارية في جامعة الوادي الجديد، وأثناء قيادتنا للمكان وبرفقتي الباحثين ثناء السيد وإيمان الداوودي، ومي الأمير من جامعة المنصورة، وسارة صابر من جامعة أسيوط، وفرحات إبراهيم وهو مهندس بترول ساعدنا كثيرا، عثرت سارة على أول الخيط الذي قادنا للبحث عن بقايا هيكل المنصوراصور فيما بعد وهي المرة الأولى التي تساهم فتيات في أبحاث كهذه”.
تمكَّن فريق مصرى – أمريكى مشترك من وضع قطعة جديدة فى أُحْجِية الكشف عن سِرِّ الانقراض الكبير الذى أصاب الديناصورات فى نهاية العصر الطباشيرى قبل نحو ٦٥ مليون سنة، بعد أن استطاعوا الكشف عن ديناصور جديد، أطلقوا عليه «منصوراصورس» تيمناً بالجامعة التى ينتمى إليها الباحث الرئيس: جامعة المنصورة.
وبحسب دراسة نُشرت أمس (الاثنين) فى مجلة نيتشر العلمية ذائعة الصيت، التى تُعدُّ واحدة من أهم المجلات العلمية على مستوى العالم، تمكَّن الفريق من الكشف عن نوع جديد تماماً من الديناصورات فى نصر علمى فريد سيضيف الكثير إلى سجل مصر الأحفورى.
حين يتعلق الأمر بالسنوات الأخيرة من حياة الديناصورات فإن القارة الأفريقية تُعدُّ صفحة فارغة؛ فالحفريات التى عُثِرَ عليها فى أفريقيا تنتمى للفترة الزمنية بين ٩٠ و١٠٠ مليون سنة فقط، وهى حفريات قليلة العدد، وتبعد عن زمن الانقراض بفترة كبيرة تتجاوز ٢٥ مليون سنة، وهذا يعنى أن مسار تطور الديناصورات فى أفريقيا ظلَّ إلى حد كبير لغزاً.
ولكن الآن، سيساعد اكتشاف الفريق البحثى – من جامعة المنصورة، بالتعاون مع جامعة أوهايو ومؤسسة ليكى للعلوم والجمعية الوطنية الجغرافية والمؤسسة الأمريكية للعلوم – للديناصور الجديد الآن على سَدِّ ثغرة من الثغرات ما قد يُسْهِم فى حل أُحْجِية اندثار الديناصورات.
ويقول سلام: “لاحظنا وجود طرق جديدة وواصلنا البحث حتى وصلنا لمحجر الحصى وقسمنا أنفسنا لتغطية أكبر مساحة من الأرض، وبعد دقائق وجدت اتصالا من زميلتي سارة تطالبني بالعودة بعدما وجدت عظام الأحفوري في كل مكان، وجدنا هيكل عظمي جزئي وحينها مزحت مع زميلتي قائلا “أنا شفتها الأول على فكرة بس حبيت أختبرك”، وتلك اللحظة كانت من اللحظات الرائعة في علم الحفريات ونظرنا لبعضنا البعض حينها ونحن نعلم أننا اكتشفنا للتو شيئا هاما جدا”.
بعدها عاد الفريق إلى جامعة المنصورة، وجمع المعدات اللازمة، وفى فبراير ٢٠١٤ رجع الفريق للموقع، ونصبوا الخيام، وخلال ٢١ يوماً قضاها الفريق البحثى فى الصحراء استخرجوا مجموعة من العظام لنفس الديناصور.
شملت قائمة القطع التى استخرجها الفريق: عظمتين من العضد، وأصبعاً واحداً من اليد، و٣ أصابع من القدم، وجزءاً من الجمجمة، وجزءاً من الفك السفلى، وفقرات من الرقبة، وفقرات أخرى من الظهر والذيل، وعظام الكعبرة وبضعة أضلع. قام الفريق بجمع العظام فى ١٩ «جاكيت»، وهى مجموعة من المحافظ المُصنَّعة من الجبس، التى تهدف لحفظ العظام ونقلها بأمان. بعد تصوير الموقع والعظام عاد الفريق إلى الجامعة، واستعان بفريق علمى أجنبى لعمل المناقشات