كتبت : رحمة أحمد
عسكري مصري، ارتبط اسمه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبالتسريبات المنهمرة التي كان مكتب الرئيس محورها، والتي أبرزت دوره بعد عزل محمد مرسي، لا يُعرف عنه سوى كونه مدير مكتب السيسي في المخابرات الحربية، ثم في وزارة الدفاع، مدير مكتبه كرئيس للجمهورية.. والآن رئيس جهاز المخابرات العامة رسميًا.
اللواء “عباس كامل”.. رفيق “الرئيس” في لحظاته الصعبة دائمًا: عَزْل المشير طنطاوي، عَزْل “مرسي”، فضّ “رابعة”، وظلّ رفيقه، ومدير مكتبه في قصر “الاتحادية” حتي أصبح “السيسي” رئيسًا.
واليوم الخميس، أدى عباس كامل اليمين الدستورية أمام عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية رئيسا للمخابرات العامة.
من هو اللواء عباس كامل…!!
الرجل الغامض
مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة البلاد، برز اسم اللواء عباس كامل كأحد أهم “رجال خلف الكواليس” في النظام الحالي، ومن المُرجح أن يكون الرجل مجهولًا للكثيرين، لكنه ليس كذلك بالتأكيد بالنسبة لدوائر صناعة القرار; حيث كان مديرًا لمكتب “السيسي” في المخابرات الحربية، وانتقل معه مديرًا لمكتبه في وزارة الدفاع بالعباسية، ثم مديرًا لمكتبه فى رئاسة الجمهورية، كما أنه كان رفيق درب “السيسي” خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي.
الظهور الأول
أول ظهور له كان بصحبة “السيسي” قبل أداء اليمين الدستورية، وجلس بجوار الرئيس المنتخب في طائرته التي أقلته إلى مبنى المحكمة الدستورية بالمعادى، كما ذكره “السيسي” في تسجيل صوتي نُسب له خلال حواره مع الكاتب الصحفى، ياسر رزق، وكان السؤال عن عدد القتلى في فض اعتصام رابعة، فأجاب السيسي “اسألوا عباس”.
وكان عباس ضمن الوفد المصري الذي قدّم العزاء في الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، كما ظهر في لقطات عابرة أثناء زيارة السيسي للأردن في ديسمبر الماضي، ولدولة الكويت في الشهر التالي، وجاءت معظم لحظات ظهوره عقب انتشار “التسجيلات المسربة” التي نُسبت له.
عكاشة وعباس
قال عنه توفيق عكاشة فى إحدي القاءات : “عباس كامل شخص محترم ولكن عقليته خطر علينا، يرى أن لديه خبرة سياسية لا تتوفر في أحد بالوطن العربي، لذلك يُعطي تعليمات مباشرة لأجهزة الدولة”، وأضاف قائلًا “حين قُبض عليَّ في السجن، كلمت اللواء عباس كامل وماردش عليَّ، وبعتله رسالة لسه ماردش عليها لحد دلوقتي”!!
الحاضر في كل التسجيلات
ارتبط اسم الرجل بالتسريبات المنهمرة من مكتبه، والتي أحدثت دويا داخليا وإقليميا، والتي يُفضي تحليل مضمونها إلى أننا أمام شخص ضالع في إدارة الدولة، ففضلًا عن ترتيب مواعيد السيسي، فإنه يتواصل مع دوائر خارجية، ويشارك فى رسم الواقع الاقتصادي، ويتصل بالإعلاميين والقضاء.
التخابر مع قطر
كان الظهور العلني الأول للواء عباس كامل بصفته فى قضية “التخابر مع قطر”، حيث استمعت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة محمد شيرين فهمي، إلى شهادته، بصفته رئيس لجنة فحص الأحراز في القضية المتهم فيها محمد مرسي، و10 من قيادات الإخوان، بتهمة تسريب وثائق الأمن الوطني لقطر.
وحضر عباس إلى المحكمة دون حراسة في تمام الساعة الـ10 صباحا، وقال إنه من خلال الفحص وعمل اللجنة، لم يتبين جود أي دفاتر لتسجيل أي مكاتبات واردة من الجهات السيادية أثناء فترة حكم مرسي، موضحًا أن الثابت لدى عمل اللجنة، هو أن جميع الخطابات كانت ترد بمظاريف مغلقة، لكن لم يتم العثور عليها بمعرفة أرقام الصادر والوارد لها.
وقال كامل إن ما ثبت خلال هذه الفترة هي المكاتبات العادية بين الرئاسة والجهات الأخرى، أما مكاتبات الجهادت السيادية فلم يتم تسجيلها بأي دفاتر، وأضاف أن “وفقًا لشهادة مسؤولي رئاسة الجمهورية الذين تمت مناقشتهم، فإن جميع المراسلات تسلمها مرسي شخصيا، وتصرفه بها كان غير معلوم، وحفظها كان يتم بداخل مكتب أحمد عبد العاطي، مدير مكتب رئيس الجمهورية آنذاك”.
عباس كامل وDMC